292 كادحاً في مجال الرعاية الصحية يقدمون الخدمات في الشهباء

تحاول هيئة الصحة في مقاطعة عفرين والشهباء، التي تخدم أهالي الشهباء منذ عام 2018، تقديم خدماتها بمساعدة 292 كادحاً في مجال الرعاية الصحية، ويقدم كل من مستشفى آفرين وتل رفعت و 3 مراكز صحية و3 عيادات لطب الأسنان الخدمات للشعب.

استقر أهالي عفرين، الذين أُرغموا على التهجير قسراً من أراضيهم التي احتلتها دولة الاحتلال التركي عام 2018، في الشهباء، حيث قاموا في البداية ببناء نظام الرعاية الصحية في الشهباء، كما قامت هيئة الصحة في عفرين والشهباء، التي تقدم خدماتها من خلال 217 كادحاً في مجال الرعاية الصحية في مستشفى آفرين و78 كادحاً في مجال الرعاية الصحية في مستشفى تل رفعت، بتنظيم نفسها ضمن الكومينات والمجالس، كما يتوفر ضمن المجالس أكثر من 170 لجنة صحية و24 لجنة صحية، وبالإضافة إلى مستشفيي آفرين وتل رفعت، هنالك 3 مراكز صحية في نواحي بانبس، وأم حوش والطعانة، وتتوفر ثلاث عيادات أسنان في نواحي تل رفعت وبابنس وأحرص.

 

وتحدث الرئيس المشترك لهيئة الصحة في مقاطعة عفرين والشهباء، آزاد رشو لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول النظام الصحي في المقاطعة، وقال الدكتور آزاد رشو: "كانت الشهباء تُعتبر منطقة صعبة بالنسبة لمهجري عفرين، حيث دمرت الحرب السابقة نحو 90 بالمئة من المنطقة، كما أصبحت البنية التحتية في المنطقة شبه معدومة، مثل المستشفى والمركز الصحي، ولم تتواجد هنالك مؤسسات أو منظمات معنية بالرعاية الصحية، مما جعل أطباءنا وكوادرنا الطبية من عفرين يمارسون الأعمال الصحية تحت المخيمات، ولم تتوفر أيضاً بيئة مناسبة لحياة صحية في الشهباء حيث يتوافد الناس عليها، ففي الفترات الأولى، لم يكن الناس يقيمون في المخيمات أو المنازل، ولم يتوفر لديهم مكان يلجؤون إليه، ولذلك، بدأت الأمراض تنتشر بشكل سريع، وقد كانت الخطوة الأولى التي قررتها الإدارة الذاتية هي افتتاح مستشفى آفرين، وعندما نقول مستشفى، لا نستطيع أن نقول إنه مركز صحي خاص، بل إنه كان بمثابة منزل، وقد قام مستشفى آفرين ببوادر مهمة من خلال أقسامها التي تتطور بشكل بطيء، حيث تم افتتاح العيادات، في البداية من الأمراض النسائية والأطفال، إلى الأمراض الداخلية والجلدية، وبالطبع، لم يكن هذا الأمر كافياً. 

المراكز الصحية في النواحي والمستشفى في تل رفعت

اُفتتحت العديد من مراكز الرعاية الصحية في النواحي، ونتيجة لتواصل الهجمات المتزايدة على الشهباء، لم يعد مستشفى آفرين ومراكز الرعاية الصحية كافية، ولهذا السبب تم افتتاح مستشفى في تل رفعت، وعلى الرغم من استمرار الهجمات اليومية لدولة الاحتلال التركي والحصار المفروض على المنطقة، إلا أن أنشطة الرعاية الصحية لم تنقطع ليوم واحد، وبسبب الحصار المفروض، من الصعب جداً عبور الإمدادات الطبية إلى داخل المنطقة، وعلى الرغم من ذلك، فإننا نعمل على تقديم الخدمات بكل طاقتنا من أجل بناء مجتمع سليم خالي من الأمراض، حيث تنجح مستشفياتنا ومراكزنا الصحية في تلبية حالات الطوارئ، لكنها بحاجة إلى أن تصبح أكثر احترافية، كما ينبغي إنشاء بنية تحتية قادرة على الاستجابة لكافة الأمراض وظروف العلاج في المقاطعة، كما يقدم مستشفيان ومركزان للرعاية الصحية خدمات مجانية، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الاحترافية لممارسة الأعمال بشكل متقن".

ونوّه الدكتور آزاد رشو، إلى أنهم يبذلون كل ما بوسعهم للوقاية من الأمراض قبل انتشارها، وتابع قائلاً: "إننا نحصر تفكيرنا في المقام الأول على تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية للوقاية من الأمراض، وبالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة التوعية لدى الشعب من واجباتنا ومسؤولياتنا".

الهجمات والحصار والأزمة الاقتصادية

ولفت الدكتور آزاد رشو، الانتباه إلى الصعوبات التي تواجهها هيئة الصحة في مقاطعة عفرين والشهباء، وأضاف قائلاً: "إن هجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة تتسبب حتماً بصعوبات وبروز أزمة اقتصادية، حيث أن الأزمة الاقتصادية تؤثر بشكل مباشر على الجانب الصحي، وفي هذا السياق، تقدم لجنة المساعدات الإنسانية التي تم تأسيسها ضمن هيئة الصحة، الدعم المالي من خلال تقديم العلاج للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية يتعسر حلها في المنطقة، كما يخلق الحصار المفروض على المنطقة أزمة صحية خطيرة وفوضى عارمة، وبسبب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق، لا تصل الاحتياجات الطبية إلى المنطقة، فعندما يتوجه مريض إلى الصيدلية، وإذ كان لديه ثلاثة أدوية موصفة، فإنه بالكاد سيحصل على واحداً منها، في بعض الأحيان لا يحصل على أدويته، وبسبب الحصار، لا يمكن تأمين العديد من الأدوية في المنطقة، كما أن مستشفياتنا مستهدفة من قِبل دولة الاحتلال التركي، فإنه ليس من السهل أيضاً للمستشفيات التي بُنيت في ظل الظروف الصعبة تقديم الخدمات كما كانت من قبل".

المنظمات الإغاثية لا تقدم الدعم

وذكر الدكتور آزاد رشو أن العديد من المنظمات الإغاثية توجهت إلى مقاطعة عفرين والشهباء، إلا أنها لم تقم سوى بالمراقبة والتحقيق، وأضاف آزاد رشو: "تتوافد العديد من المنظمات الإغاثية من خارج المنطقة إلى داخل المقاطعة، وتقوم بإجراء المعاينات الطبية، لكنها لا تعطي العلاج للمرضى، وعلى الرغم من امتلاكهم للإمكانيات المتاحة لديهم، إلا أنهم لا يلبون احتياجاتهم من الأدوية، حيث لم تتوجه منظمة الصحة العالمية إلى المقاطعة حتى وقتنا الحالي، فقد كانت هناك زيارات للصليب الأحمر، لكنها أيضاً لم تذهب إلى أكثر من المراقبة والحصول على البيانات، كما قدمت منظمة الهلال الأحمر الدعم في العديد من القضايا واستنفرت كافة إمكاناتها الحالية، ولكن نتيجة لانعدام إمكاناتها لتلبية احتياجات المقاطعة، لم يكن ذلك كافياً". 

البدء بإعادة البناء من جديد 

ونوّه الدكتور آزاد رشو، إلى أن النظام الحالي غير كاف لتلبية احتياجات المجتمع، مؤكداً أنه سيعملون على تعزيز التنظيم من خلال العقد الاجتماعي، وأضاف قائلاً: "إن التعليم الصحي أمر لا بد منه لخلق مجتمع صحي، وأن المجتمع المريض لا يقدر على التفكير والتنفيذ بشكل سليم، لذا، لا ينبغي أن فصل الجانب الاجتماعي عن الجانب الصحي، كما ينبغي ضمهم إلى المجالس الصحية في المؤسسات ومنظمات المقاطعة التي من المقرر إنشاؤها".